تمر الأيام ويتغير معها ما يتغير، العادات، المُسميات، الأذواق بل وطريقة
النظر للأشياء، الفارق ليس كبير ولكنه موجود، وبين كل ذلك هنالك من هم ثابتين لم
يتغيروا، هكذا كان رأي عم "بدر" مالك بازار "كهف علاء الدين" بعدما
ورثه عن والده "بشرى" هو و4 من أشقاءه،
الحياة في الأقصر في رأي عم بدر اختلفت كثيرا عن الماضي، ومن خلال عمله في
مجال الانتيكات والتحف اكتشف أن أذواق السياح لم تعد مثلما كانت "الزبون زمان
كان عنده مزاج وبيجي يشتري حاجات ليها قيمة، لكن دلوقتي بيشتري تحف صغيرة وملهاش
قيمة مهمة"، ولكن ذلك لم يمنع "زبائن المحل" مثلما يصفهم من اقتناء
التحف والانتيكات القيمة بغض النظر عن أثمانها.
80 عام هي عمر بازار "كهف علاء الدين" بدأ الأب المشوار واستكمله
من بعدة الأبناء الـ 5، فرغم تخرجهم من الجامعة إلا أنهم أصروا على الحفاظ على
هوية البازار، مظهره العتيق يوحي لك بأنه منذ ثلاثة قرون أو أكثر وذلك كان له الأثر
في لمس التغيير الذي حدث في الأقصر خلال هذه الفترة، فتراجعت الصناعات اليدوية
وبأت الصناعات الصينية تنافسها في مجال الانتيكات "التحف دي مش معمولة بإيد
مصرية، أنا شخصيا مبحبهاش، بس السياح بيشتروها لأن حجمها صغير وتنفع هدية وده
بيأثر على المصري"، قالها بدر.
السجاد اليدوي هو التذكار الأهم داخل كهف علاء الدين، فالبازار عكف منذ أن
بدأ على ابراز فن صناعة السجاد اليدوي بمختلف أشكاله من السجاد الذي يعتمد على
الخيوط الملونة المتداخلة إلى الرسم على الأقمشة بأشكال مختلفة "شغلنا
الأساسي في السجاد وفي زباين متعودين انهم يشتروه
وعلشان كده بدأت اطور في الأشكل وطريقة الرسم علشان يواكب التغيير، لأنه
الأول كان مقتصر غلى أقمشة الخيام ودي كانت بتستخدم في الأفراح والمآتم ".
الوضع الحالي في الأقصر بالنسبة للرجل الخمسيني لن يدوم طويلا فما تغير
لابد وأن يعود مرة أخرى، ورغم أن الاعتماد على صناعة التحف المصرية لم يعد مجديا، لكنه
يرى أن الأقصر ستعود مجددا بقوتها السياحية مستغلة الصناعات الأصيلة بها "أنا
متفائل والوضع مش هيفضل كده البلد هترجع تاني زي ما كانت وأحسن كمان".
حوار:هاجر حسني